تواصل الثانوية التأهيلية المحمدية بالقصر الكبير المساهمة في الدينامية التربوية والثقافية بالمدينة عبر أمسية باذخة شهدتها قاعة الندوات ابن رشد بالمؤسسة مساء يوم الجمعة 27/11/2015 من تأطير نادي الثقافة والفنون البصرية الذي يشرف عليه الأستاذ عبد السلام دخان، وذلك عبر ندوة تربوية فكرية موسومة ب"Rencontre littéraire autour de l’œuvre d’Ahmed Sefrioui ، بمشاركة د. محمد برزوق، ذ.عبد السلام شناك، ذ.مصطفى يونس، ت. فاتن العرافي، ت. صفاء العمراني. وافتتح أشغال هذه الندوة السيد مدير المؤسسة الأستاذ مصطفى بنجيمة بكلمة كشفت رهان المؤسسة على صناعة التميز في كل مناحي الحياة المدرسية، واستعداد المؤسسة بكل أطرها لإنجاح كل المبادرات الهادفة إلى تحقيق هذا الطموح والرقي بالشأن التعليمي والثقافي بالمؤسسة. وعبر الأستاذ حيليا مصطفى ممثلا لجمعية آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ عن ابتهاج الجمعية بالمبادرات النبيلة التي تستهدف المتعلمين والمتعلمات وانخراط الجمعية في إنجاحها، وحملت في الآن نفسه كلمة رئيسة نادي الثقافة والفنون البصرية آراء التلاميذ والتلميذات بخصوص أهمية الأنشطة الثقافية وأدوارها الرئيسة وارتباطها بتنمية مهاراتهم التعليمية والثقافية.
وكان لهذا اللقاء الذي أداره بحرفية واقتدار الأستاذ مصطفى يونس الأثر البالغ في تقريب قضايا الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية، وهو ما يبرر اللجوء إلى لغة فلوبير لتحليل أعمال الراحل أحمد الصفريوي(1915-2004) وعلى نحو خاص روايته الذائعة الصيت" صندوق العجب"وساهم المهاد النظري الذي قدمه الأستاذ مصطفى يونس في تقريب صورة أحمد الصفريوي الأديب صاحب جملة من الأعمال التي شملت فنون الشعر والمسرح والرواية من خلال أعماله السردية" سبحة العنبر" و" صندوق العجب" و" حديقة السحر أو عطر الأساطير"، فضلا عن إصداراته الأخرى مثل" ذاكرة الحركة.. الفخار المغربي والنسوي في الريف المغربي" و" حلي المغرب".
أما المداخلة القيمة للأستاذ عبد السلام شناك(أستاذ اللغة الفرنسية للتعليم الثانوي التأهيلي بثانوية أحمد الراشدي بالقصر الكبير) والتي أحاط فيها بمختلف المحاور التي تهتم بالتجربة الروائية للكاتب أحمد الصفريوي بوصفه مؤسسا للأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية وعلى نحو خاص إشكال السيرة الذاتية كنمط كتابي هيمن على متخيل الكتابة المغاربية باللغة الفرنسية وهو ما يبرر الرغبة في استعادة الماضي في رواية " صندوق العجب" وحضور الفضاء المغربي وموروثه الثقافي وفن العيش بكل تفاصيله الدقيقة.
وحملت مداخلة الدكتور محمد برزوق(أستاذ مؤطر بالمركز التربوي بمدينة سطات) رؤية جديدة من خلال اعادة الاعتبار لأدب أحمد الصفريوي خاصة وأنه بعد ظهور روايته الأولى تعرض لهجمة شرسة من طرف النقاد المغاربة الذين وصفوا أدبه بالفلكلوري وأدرجوه في خانة الغرائبي والعجيب (اللعبي والخطيبي) ومن بين المآخذ التي أخدت على هذا الكاتب أنه غيَّب المستعمر في روايته الأولى(صندوق العجب) ولم يتم ذكره. إلا أن هذا التغييب القصدي يمكن قراءته بشكل آخر ويتعلق الأمر برغبة أحمد الصفريوي في ممارسة ما يمكن تسميته ب" قتل الكتاب" وهو بالتالي بتغييبه لهم يعيد الاعتبار لثقافته المحلية ولموروثه الثقافي وللغته الأم الحاضرة بقوة في ثنايا روايته من خلال كلمات تنتمي الى الدارجة المغربية.
وعرف هذا اللقاء الذي تميز بحضور مكثف للمتعلمين والمتعلمات من داخل الثانوية التأهيلية المحمدية ومن الثانويات المجاورة، حضورا قوياللطاقم التربوي والمهتمين بالشأن الثقافي وفعاليات المجتمع المدني، فضلا عن مساحة النقاش الفسيحة التي ساهمت في بلورة وعي نقدي بقضايا الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية، وبتيمات رواية" صندوق العجب لأحمد الصفريوي. واختتم اللقاء بحفل شاي على شرف تلاميذ وتلميذات المؤسسة وضيوفها الكرام.